غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ} (26)

1

ثم بين أن الشفاعة عند الله لا تكون إلا برضاه . وفيه أصناف من المبالغة من جهة أن " كم " للتكثير والعرب تستعمل الكثير وتريد الكل كما قد تستعمل الكل وتريد به الكثير كقوله { تدمر كل شيء } [ الأحقاف :25 ] ومن جهة لفظ الملك فإنهم أشرف المخلوقات سوى الأنبياء عند بعض ، ومن قبل أنهم في السماوات فإن ذلك يدل على علو مرتبتهم ودنو منزلتهم ، ومن قبل اجتماعهم المدلول عليه بضمير الجمع في شفاعتهم وإذا كان حالهم هكذا فكيف يكون حال الجمادات ؟ وقوله { لمن يشاء } أي لمن يريد الشفاعة له { ويرضى } أي ويراه أهلاً أن يشفع له فهاهنا أيضاً أنواع أخر من المبالغة . الأول توقيف الشفاعة على الإذن . والثاني تعليقها بالمشيئة فيهم منه أنه بعد أن يؤذن في مطلق الشفاعة يحتاج إلى الأذن في كل مرة معينة . والثالث رضا الله الشفاعة فقد يشاء ولكن لا يرضاه كقوله { ولا يرضى لعباده الكفر } [ الزمر :7 ] وهذا عند أهل السنة واضح .

/خ62