معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ} (12)

وقوله : { وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ } . خفضها الأعمش ، ورفعها الناس . فمن خفض أراد : ذو العصف وذو الريحان ، ومن رفع الريحان جعله تابعاً لذو ، والعصف ، فيما ذكروا : بقل الزرع ؛ لأن العرب تقول : خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئا قبل أن يدرك فذلك العصف ، والريحان هو رزقه ، والحب هو الذي يؤكل منه . والريحان في كلام العرب : الرزق ، ويقولون : خرجنا نطلب ريحان الله . الرزق عندهم ، وقال بعضهم : ذو العصف المأكول من الحب ، والريحان : الصحيح الذي لم يؤكل .

ولو قرأ قارئ : «والحبّ ذا العصف والريحانَ » لكان جائزاً ، أي : خَلَقَ ذا وذا ، وهي في مصاحف أهل الشام : والحبّ ذا العصف ، وَلم نسمع بها قارئا ، كما أن في بعض مصاحف أهل الكوفة :

{ والجار ذا القربى } [ 189/ا ] ولم يقرأ به أحد ، وربما كتب الحرف على جهة واحدة ، وهو في ذلك يقرأ بالوجوه .

وبلغني : أن كتاب على بن أبي طالب رحمه الله كان مكتوبا : هذا كتاب من علي بن أبو طالب كتابها : أبو . في كل الجهات ، وهي تعرّب في الكلام إذا قرئت .