النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ} (12)

{ وَالحَبُّ ذُو العَصْفِ وَالرَّيْحَانُ } أما الحب فهو كل حب خرج من أكمامها كالبر والشعير .

وأما العصف ففيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : تبن الزرع وورقه الذي تعصفه الريح ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه الزرع إذا اصفر ويبس .

الثالث : أنه حب المأكول منه ، قاله الضحاك ، كما قال تعالى : { كَعَصْفٍ مَأكُولٍ } .

وأما الريحان ففيه خمسة أوجه :

أحدها : أنه الرزق ، قاله مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، والعرب تقول : خرجنا نطلب ريحان الله أي رزقه ، ويقال سبحانك وريحانك أي رزقك ، وقال النمر بن تولب :

سلام الإله وريحانه *** ورخيته{[2842]} وسماء درر

قاله الضحاك ، ورخينة هي لغة حِمْيَر .

الثاني : أن الريحان الزرع الأخضر الذي لم يسنبل ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنه الريحان الذي يشم ، قاله الحسن ، والضحاك ، وابن زيد .

الرابع : أن العصف الورق الذي لا يؤكل والريحان هو الحب المأكول ، قاله الكلبي .


[2842]:ورخيته: أي ورحمته.