معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ قِيلَ ٱرۡجِعُواْ وَرَآءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُواْ نُورٗاۖ فَضُرِبَ بَيۡنَهُم بِسُورٖ لَّهُۥ بَابُۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحۡمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلۡعَذَابُ} (13)

وقوله : { لِلَّذِينَ آمَنُواْ انْظُرُونا } وقرأها يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة ( أَنْظِرُونا ) . من أنظرت ، وسائر القراء على ( انْظُرُونا ) بتخفيف الألف ، ومعنى : انظرُونا . انتظِرونا ، ومعنى أنظِرونا ، أخرونا كما قال : { أَنْظِرْني إلى يوم يُبعثون } ، وقد تقول العرب : «انظِرْني » وهم يريدون : انتظرني تقويةٌ لقراءة يحيى ، قال الشاعر :

أبا هندٍ فلا تَعْجَل علينا *** وأَنْظِرنا نُخَبِّرْك اليقِينا

فمعنى هذه : انتظرنا قليلاً نخبرك ؛ لأنه ليس هاهنا تأخير ، إنما استماع كقولك للرجل : اسمع مني حتى أخبرك :

وقوله : { قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَاءكُمْ } .

قال المؤمنون للكافرين : ارجعوا إلى الموضع الذي أَخذنا منه [ 193/ب ] النور ، فالتمسوا النور منه ، فلما رجعوا ضرب الله عز وجل بينهم : بين المؤمنين والكفار بسور ، وهو السور الذي يكون عليه أهل الأعراف .

وقوله : { لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ } الجنة ، { وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ } النار ، وفي قراءة عبد الله : ظاهره من تلقائه العذاب .