معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمۡۚ سَوَآءٌ عَلَيۡكُمۡ أَدَعَوۡتُمُوهُمۡ أَمۡ أَنتُمۡ صَٰمِتُونَ} (193)

وقوله : { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى }

يقول : إن يَدْعُ المشركون الآلهة إلى الهدى لا يتبعوهم .

وقوله : { سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } ولم يقل : أم صممتُّم . وعلى هذا أكثر كلام العرب : أن يقولوا : سواء على أقمت أم قعدت . ويجوز : سواء على أقمت أم أنت قاعد ؛ قال الشاعر :

سواء إذا ما أصلح الله أمرهم *** علينا أَدَثْرٌ ما لُهُم أم أَصارِم

وأنشدني الكسائي :

سواء عليك النفْرُ أم بِتَّ ليلة *** بِأهل القِباب مِن نُميرِ بنِ عامِرِ

وأنشده بعضهم ( أو أنت بائت ) وجاز فيها ( أو ) لقوله : النفر ؛ لأنك تقول : سواء عليك الخير والشر ، ويجوز مكان الواو ( أو ) لأن المعنى جزاء ؛ كما تقول : اضربه قام أو قعد . ف ( أو ) إلى معنى العموم كذهاب الواو .