ثم قال تعالى : { وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم{[26459]} }[ 193 ] .
والمعنى : إنكم إن دعوتم آلهتكم إلى رشاد لم تفهم ، فكيف يُعْبد من إذا دُعِي{[26460]} إلى الرشاد{[26461]} وعُرِّفه لم يعرفه ، ولم يفهم رشادا من ضلال ، وكان دعاؤه وتركه سواء ، فكيف يُعْبَد من هذه{[26462]} صفته ، وكيف يشكل عظيم جهل من اتخذ ما هذه صفته إلاها{[26463]} ؟
{ سواء عليكم أدعوتموهم أم{[26464]} أنتم صامتون{[26465]} }[ 193 ] .
أي صَمَتُّم . كل ذلك على آلهتكم سواء ، لا تعقل ولا تفهم فهذا في الظاهر وقع للداعين الاستواء وهو في المعنى المقصود وقع للمدعويين ؛ لأن حال الداعي في الصُّمات والدعاء مختلفة ؛ لأنه ممن يدعو ويصمت ، وحال المدعويين في الدعاء والصُّمات سواء ، لأنها أصنام ، قد استوى الدعاء لها وتركه ، إذ لا تعقل ، ولا تختلف أحوالها ، فلما استوى على الأصنام الدعاء والصُّمات ، استوى على الداعي ذلك أيضا ، إذ يدعو ويصمت فلا يجاب فجاز لذلك{[26466]} ، فصار الدعاء والصَّمت للداعي في الظاهر لهذا المعنى ، وهو مثل قوله : { كمثل الذي ينعق بما لا يسمع{[26467]} } . وقد مضى بيانه{[26468]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.