وقوله تعالى : { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى } بيانٌ لعجزهم عما هو أدنى من النصر المنفيِّ عنهم وأيسرُ ، وهو مجردُ الدلالة على المطلوب والإرشادِ إلى طريق حصولِه من غير أن يحصّله الطالب ، والخطابُ للمشركين بطريق الالتفاتِ المنبىءِ عن مزيد الاعتناءِ بأمر التوبيخِ والتبكيتِ أي إنْ تدعوهم أيها المشركون إلى أن يَهدوكم إلى ما تحصِّلون به المطالبَ أو تنجون به عن المكاره { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } إلى مرادكم وطِلْبتِكم ، وقرئ بالتخفيف وقوله تعالى : { سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صامتون } استئنافٌ مقررٌ لمضمون ما قبله ومبينٌ لكيفية عدمِ الاتباع ، أي مستوٍ عليكم في عدم الإفادةِ دعاؤُكم لهم وسكوتُكم البحتُ فإنه لا يتغير حالُكم في الحالين كما لا يتغير حالُهم بحكم الجمادية ، وقوله تعالى : { أَمْ أَنتُمْ صامتون } جملةٌ اسميةٌ في معنى الفعليةِ معطوفةٌ على الفعلية لأنها في قوة أمْ صَمَتّم ، عُدل عنها للمبالغة في عدم إفادةِ الدعاءِ ببيان مساواتِه للسكوت الدائمِ المستمر ، وما قيل من أن الخطابَ للمسلمين والمعنى وإن تدعوا المشركين إلى الهدى أي الإسلامِ لا يتبعوكم الخ ، مما لا يساعده سباقُ النظم الكريم وسياقُه أصلاً على أنه لو كان كذلك لقيل عليهم مكان عليكم كما في قوله تعالى : { سَوَاء عَلَيْهِمْ أأنذرتهم أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ } [ البقرة : 6 ] فإن استواءَ الدعاءِ وعدمَه إنما هو بالنسبة إلى المشركين لا بالنسبة إلى الداعين فإنهم فائزون بفضل الدعوة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.