معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَآ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (5)

وقوله : { فَما كَانَ دَعْوَاهُمْ }

الدعوى في موضع نصب لكان . ومرفوع كان قوله : { إِلاَّ أَن قَالُواْ } فأن في موضع رفع . وهو الوجه في أكثر القرآن : أن تكون أن إذا كان معها فعل ، أن تجعل مرفوعة والفعل منصوبا ؛ مثل قوله : { فكان عاقِبتَهما أنهما في النار } و{ ما كان حجتهم إِلا أن قالوا } . ولو جعلت الدعوى مرفوعة ( وأن ) في موضع نصب كان صوابا ؛ كما قال الله تبارك وتعالى : { ليس البرُّ أن تُولوا } وهي في إحدى القراءتين : ليس البر بأن تولوا .