فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَآ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (5)

{ فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين 5 فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين 6 فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين 7 والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون 8 ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون 9 } .

{ فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين } الدعوى الدعاء أي فما كان دعاءهم واستغاثتهم بربهم عند نزول العذاب إلا اعترافهم بالظلم على أنفسهم ، ومثله { آخر دعواهم } قال سيبويه : تقول العرب اللهم أشركنا في صالح دعوى المؤمنين ومنه قاله { دعواهم فيها سبحانك اللهم } وحكاه الخليل أيضا وقيل الدعوى هنا بمعنى الادعاء ، والمعنى ما كانوا يدعونه لدينهم وينتحلونه إلا اعترافهم ببطلانه وفساده .