وقوله : { قَالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ }
المعنى - والله أعلم - ما منعك أن تسجد . و( أن ) في هذا الموضع تصحبها لا ، وتكون ( لا ) صلة . كذلك تفعل بما كان في أوّله جحد . وربما أعادوا على خبره جحدا للاستيثاق من الجحد والتوكيد له ؛ كما قالوا :
ما إن رأينا مثلهن لمعشر *** سود الرءوس فوالج وفيول
و( ما ) جحد و( إن ) جحد فجمعتا للتوكيد . ومثله : { وما يشعِركم أنها إذا جاءت لا يؤمِنون } . ومثله : { وحرام على قريةٍ أهلكناها أنهم لا يرجِعون } . ومثله : { لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون } إلا أن معنى الجحد الساقط في لئلا من أوّلها لا من آخرها ؛ المعنى : ليعلم أهل الكتاب ألا يقدرون . وقوله : { ما مَنَعَكَ } ( ما ) في موضع رفع . ولو وضع لمثلها من الكلام جواب مصحح كان رفعا ، وقلت : منعني منك أنك بخيل . وهو مما ذكر جوابه على غير بناء أوله ، فقال : { أَنا خَيْرٌ مِّنْهُ } ولم يقل : منعني من السجود أنى خير منه ؛ كما تقول في الكلام : كيف بتّ البارحة ؟ فيقول : صالح ، فيرفع ؛ أو تقول : أنا بخير ، فتستدلّ به على معنى الجواب ، ولوصحح الجواب لقال صالحا ، أي بتُّ صالحا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.