وقوله : { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجَاءها }
يقال : إنما أتاها البأس من قَبْل الإهلاك ، فكيف تقدم الهلاك ؟ قلت : لأن الهلاك والبأس يقعان معا ؛ كما تقول : أعطيتني فأحسنت ، فلم يكن الإحسان بعد الإعطاء ولا قبله : إنما وقعا معا ، فاستجيز ذلك . وإن شئت كان المعنى : وكم من قرية أهلكناها فكان مجيء البأس قبل الإهلاك ، فأضمرت كان . وإنما جاز ذلك على شبيه بهذا المعنى ، ولا يكون في الشروط التي خَلَفتْها بمقدّم معروف أن يقدم المؤخر أو يؤخر المقدم ؛ مثل قولك : ضربته فبكى ، وأعطيته فاستغنى ، إلا أن تدع الحروف في مواضعها . وقوله : { أَهْلَكْناها فَجَاءها } قد يكونان خبرا بالواو : أهلكناها وجاءها البأس بياتا .
وقوله : { أَوْ هُمْ قَائلُونَ }
ردّ الفعل إلى أهل القرية وقد قال في أولها ( أهلكناها ) ولم يقل : أهلكناهم فجاءهم ، ولو قيل ، كان صوابا . ولم يقل : قائلة ، ولو قيل لكان صوابا .
وقوله : { أَوْ هُمْ قَائلُونَ } واو مضمرة . المعنى أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو وهم قائلون ، فاستثقلوا نسقا على نسق ، ولو قيل لكان جائزا ؛ كما تقول في الكلام : أتيتني واليا ، أو وأنا معزول ، وإن قلت : أو أنا معزول ، فأنت مضمر للواو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.