معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَۗ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (10)

وقوله : { وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعَايِشَ }

لا تهمز ؛ لأنها - يعنى الواحدة - مفعِلة ، الياء من الفعل ، فلذلك لم تهمز ، إنما يهمز مِن هذا ما كانت الياء فيه زائدة ؛ مثل مدينة ومدائن ، وقبيلة وقبائل لما كانت الياء لا يعرف لها أصل ثم قارفتها ألف مجهولة أيضا همزت ، ومثل معايش من الواو مما لا يهمز لو جمعت ، معونة قلت : ( معاون ) أو منارة قلت مناور . وذلك أن الواو ترجع إلى أصلها ؛ لسكون الألف قبلها . وربما همزت العرب هذا وشبهه ، يتوهمون أنها فعلية لشبهها بوزنها في اللفظ وعدّة الحروف ؛ كما جمعوا مسِيل الماء أمسلة ، شُبِّه بفعيل وهو مفعِل . وقد همزت العرب المصائب وواحدتها مصيبة ؛ شبهت بفعيلة لكثرتها في الكلام .