وقوله : { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحا }
منصوب بضمير أرسلنا . ولو رفع إذ فقد الفعل كان صوابا ؛ كما قال : { فبشرناها بإسحاق ومِن وراء إسحاق يعقوبُ } وقال أيضا : { فأخرجنا بِهِ ثمراتٍ مختلِفا ألوانها } ثم قال : { ومِن الجِبالِ جُدَدٌ بِيض } فالوجه ها هنا الرفع ؛ لأن الجبال لا تتبع النبات ولا الثمار . ولو نصبتها على إضمار : جعلنا لكم ( من الجِبال جددا بيضا ) كما قال الله تبارك وتعالى : { ختم الله على قلوبِهِم وعلى سمعِهِم وعلى أبصارِهم غشاوةً } أضمر لها جَعَل إذا نصبت ؛ كما قال : { وختم على سمعِهِ وقلبِهِ وجعل على بصرِهِ غِشاوة } والرفع في غشاوة الوجه . وقوله : { ومِن الناسِ والدوابِّ والأَنعامِ مختلِف ألوانه } ولم يقل : ألوانهم ، ولا ألوانها . وذلك لمكان ( مِن ) والعرب تضمر مَن فتكتفي بمن مِن مَنْ ، فيقولون : مِنا مَنْ يقول ذلك ومِنا لا يقوله . ولو جمع على التأويل كان صوابا مثل قول ذي الرمّة :
فظلُّوا ومنهم دمعه سابق له *** وآخر يثنِى دَمْعَة العينِ بالمَهلِ
وقوله : { وزادكم في الخلقِ بسطة } كان أطوالهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراعا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.