التفسير : القصة الرابعة قصة صالح مع قومه ثمود . قال أبو عمرو بن العلاء : سميت ثمود لقلة مائها من الثمد وهو الماء القليل . وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى . وإنه لا ينصرف تارة بتأويل القبيلة وينصرف أخرى بتأويل الحي ، أو باعتبار الأصل لأنه اسم أبيهم الأكبر وهو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح . وقيل : إن ثمود أخو جديس وطسم . وقد ورد القرآن بالصرف وبمنعه جميعاً قال تعالى { ألا إن ثموداً كفروا ربهم ألا بعداً لثمود } [ هود : 68 ] { قد جاءتكم بينة } آية ظاهرة دالة على صدقي وكأنه قيل : ما تلك البينة فقال { هذه ناقة الله لكم آية } وانتصابها على الحال والعامل فيها ما في اسم الإشارة أو حرف التنبيه من معنى الفعل أي أشير إليه أو أنبه عليها آية . و{ لكم } بيان لمن هي له آية موجبة للإيمان وهو ثمود . وسبب تخصيص أولئك الأقوام بها مع أنها آية لكل أحد أنهم عاينوها وغيرهم أخبروا بها وليس الخبر كالمعاينة . أو لعله يثبت سائر المعجزات إلا أن القوم التمسوا هذه المعجزة بعينها على سبيل الاقتراح فأطهرها الله تعالى لهم فلهذا حسن التخصيص . وإنما أضيفت إلى اسم الله تعظيماً لها وتفخيماً لشأنها حيث جاءت مكونة من عنده من غير فحل وطروقة آية من آياته كما تقول : آية الله وبيت الله ، وبالحقيقة هي آية تشتمل على آيات . فخروجها من الجبل آية ، وكونها لا من ذكر وأنثى آية ، وكمال خلقها من غير تدريج ومهل آية ، وأن لها شرب يوم ولجميع ثمود شرب يوم آية ، وكذا الكلام في قوتها المناسب للماء وفي غزارة لبنها ، وأنكر الحسن فقال : إنها لم تحلب قطرة لبن قط . ويروى أن جميع الحيوانات كانت تمتنع عن الورود في يوم شربها . وقيل : سميت ناقة الله لأنه لا مالك لها سوى الله تعالى . وقيل : لأنها حجة الله على القوم { فذروها تأكل في أرض الله } أي الناقة ناقة الله والأرض أرض الله فدعوها تأكل في أرض ربها ومما أنبت منها { ولا تمسوها بسوء } من الضرب والطرد وسائر أنواع الأذى إكراماً لآية الله . { فيأخذكم عذاب أليم } يعني أخذ الاستفزاز والاستئصال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.