الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ} (72)

قوله تعالى : { يَوَيْلَتَى } : الظاهرُ كون الألف بدلاً من ياء المتكلم/ ولذلك أمالها أبو عمرو وعاصم في روايةٍ ، وبها قرأ الحسن " يا ويلتي " بصريح الياء . وقيل : هي ألف الندبة ، ويوقف عليها بهاء السكت .

قوله : { وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاًٌ } الجملتان في محل نصب على الحال من فاعل " أَلِدُ " أي : كيف تقع الولادة في هاتين الحالتين المنافيتين لها ؟

والجمهورُ على نصب " شيخاً " وفيه وجهان ، المشهور : أنه حال والعامل فيه : إمَّا التنبيهُ وإمَّا الإِشارة ، وإمَّا كلاهما . والثاني : أنه منصوبٌ على خبر التقريب عند الكوفيين ، وهذه الحالُ لازمةٌ عند مَنْ لا يجهل الخبرَ ، أمَّا مَنْ جهله فهي غير لازمة . وقرأ ابن مسعود والأعمش وكذلك في مصحف ابن مسعود " شيخٌ " بالرفع ، وذكروا فيه أوجهاً : خبرٌ بعد خبر ، أو خبران في معنى خبر واحد نحو : هذا حلو حامض ، أو خبر " هذا " و " بعلي " بيان أو بدل ، أو " شيخ " بدل من " بعلي " ، أو " بعلي " مبتدأ و " شيخ " خبره ، والجملة خبرُ الأول ، أو " شيخ " خبرُ مبتدأ مضمر أي هو شيخ .

والشيخ يقابله عجوز ، ويقال شَيْخة قليلاً ، كقوله :

2684 - وتَضْحك مني شَيْخةٌ عَبْشَمِيَّةٌ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وله جموعٌ كثيرة ، فالصريح منها : أَشْياخ وشُيوخ وشِيخان ، وشِيْخَة عند مَنْ يَرى أن فِعْلَة جمعٌ لا اسم جمع كغِلْمة وفِتْيَة . ومن أسماءِ جَمْعه مَشِيخَة وشِيَخَة ومَشْيُوخاء .