الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَٰقَوۡمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٞ قَرِيبٞ} (64)

قوله تعالى : { آيَةً } : نصب على الحال بمعنى علامة ، والناصب لها : إمَّا ها التنبيه أو اسمُ الإِشارة ؛ لِما تضمَّناه من معنى الفعل ، أو فعلٍ محذوف .

قوله : { لَكُمْ } في محلِّ نصبٍ على الحال من " آيةٍ " ؛ لأنه لو تأخَّر لكان نعتاً لها ، فلما قُدِّم انتصبَ حالاً . قال الزمخشري : " فإن قلت بم تتعلَّقُ " لكم " ؟ قلت : " بآية " حالاً منها متقدمة ، لأنها لو تأخَّرَتْ لكانت صفة لها ، فلما تقدَّمت انتصبت على الحال " . قال الشيخ : " وهذا متناقض لأنه من حيث تعلَّق " لكم " ب " آية " كان معمولاً ل " آية " ، وإذا كان معمولاً لها امتنع أن يكون حالاً منها ، لأنَّ الحال تتعلَّق بمحذوف " . قلت : ومثل هذا كيف يُعترض به على مِثْل الزمخشري بعد إيضاحه المعنى المقصودَ بأنه التعلُّقُ المعنويُّ ؟

وقرأت فرقة : " تأكلُ " بالرفع : إمَّا على الاستئناف ، وإمَّا على الحال .