قوله تعالى : { لَوَاقِحَ } حالٌ مقدرةٌ من " الرياح " . وفي اللواقح أقوال ، أحدها : أنه جمع " مُلْقِح " لأنه مِنْ أَلْقَحَ يُلْقِحُ فهو مُلْقِحٌ ، فحقُّه مَلاقِح ، فَحُذِفَتِ الميمُ تخفيفاً . يقال : أَلْقَحتِ الريحُ السحابَ ، كما يقالُ : ألقح الفحلُ الأنثى . ومثله الطوائح ، وأصلُه " المَطاوِح " لأنه مِنْ أطاح يُطيح قال :
لِيُبْكَ يزيدُ ضارعٌ لخصومةٍ *** ومُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطيح الطَّوائِحُ
والثاني : أنها جمع لاقِح يُقال : لَقِحَتِ الريحُ : إذا حَمَلَتِ الماءَ . وقال الأزهري : " حوامِلُ تحملُ السَِّحابَ كقولك : أَلْقَحَتِ الناقةُ فَلَحِقَتْ ، إذا حَمَلَتِ الجنينَ في بطنِها ، فشُبِّهَتْ الريحُ بها ، ومنه قوله :
إذا لَقِحَتْ حربٌ عَوانٌ مُضِرَّةٌ *** ضَروسٌ تَهِرُّ الناسَ أنيابُها عُصْلُ
والثالث : أنها جمعُ " لاقِح " على النَسب ك لابنِ وتامرِ ، أي : ذاتُ لِقاح ؛ لأنَّ الريحَ إذا مَرَّتْ على الماء ، ثم مَرَّتْ على السحابِ والماءِ كان فيها لِقاحٌ ، قاله الفراء . وقد تقدَّم الخلافُ في " معايش " في الأعراف ، وفي " يُنَزِّل " ، وفي " الريح " في البقرة . ولم يَبْقَ هنا إلا مَنْ أفردَ " الريح " ، فإنه يُقال : كيف نصبَ الحالَ مجموعةً عن مفردٍ ؟ وقد تقدم أن المرادَ به الجنسُ وهو جمعٌ في المعنى فلا محذورَ .
قوله : { فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } يقال : أَسْقاه وسَقاه وسيأتي بيانُهما في السورة بعدها فإنه قُرِئ بهما . واتصل الضميران هنا لاختلافِهما رتبةً ، ولو فُصِل ثانيهما لجاز عند غير سيبويه ، وهذا كما تقدَّم في قولِه { أَنُلْزِمُكُمُوهَا }
قوله : { وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } جملةٌ مستأنفة و " له " متعلِّقٌ ب " خازنين " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.