قوله تعالى : { وَمَن لَّسْتُمْ } : يجوز في " مَنْ " خمسةُ أوجهٍ ، أحدُها : - وهو قول الزجاج - أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدرٍ تقديرُه : وأَعَشْنا مَنْ لستم لهم برازقين ، كالعبيد والدوابِّ/ والوحوشِ . الثاني : أنه منصوبٌ عطفاً على " معايش " ، أي : وجعلنا لكم فيها مَنْ لستم له برازقين من الدوابِّ المنتفعِ بها . الثالث : أنه منصوبٌ عطفاً على محلِّ " لكم . الرابع : أنه مجرورٌ عطفاً على " كم " المجرورِ باللام ، وجاز ذلك مِنْ غيرِ إعادةِ الجارِّ على رأيِ الكوفيين وبعضِ البصريين ، وقد تقدَّم تحقيقُه في سورة البقرة ، عند قوله { وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ } [ البقرة : 217 ] . الخامس : أنه مرفوعٌ بالابتداء ، وخبرُه محذوفٌ . أي : ومَنْ لستم له برازقين جَعَلْنا له فيها معايشَ ، وسُمِع من العرب " ضربْتُ زيداً وعمروٌ " برفع " عمرٌو " مبتدأً ، محذوفَ الخبر ، أي : وعمرٌو ضربْتُه .
و " مَنْ " يجوز أن يُرادَ بها العقلاءُ ، أي : ومَنْ لستُمْ له برازقين مِنْ مواليكم الذين تزعمون أنَّكم ترزقونه من وأن يُرادَ بها غيرُهم ، أي : ومَنْ لَسْتُمْ له برازقين من الدوابِّ ، وإن كنتم تزعمون أنكم ترزقونهم ، وإليه ذهب جماعةٌ من المفسِّرين . ويجوز أن يُراد بها النوعان ، وهو حَسَنٌ لفظاً ومعنى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.