قوله تعالى : { الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ } : " الكتابَ " مفعولٌ ثانٍ ل " أُوْتُوا " لأنه يتعدَّى في الأصلِ إلى اثنين . فأُقيم الأولُ مُقام الفاعلِ وهو الواوُ ، وبقي الثاني منصوباً ، وقد تَقَدَّم أنه عند السهيلي مفعولٌ أوَّلُ ، و " كتابَ الله " مفعولُ نَبَذَ ، و " وراءَ " منصوبٌ على الظرفِ وناصبُه " نَبَذَ " ، وهذا مَثَلٌ لإِهمالِهم التوراةَ ، تقولُ العرب : " جَعَلَ هذا الأمرَ وراءَ ظهره ودَبْرَ أذنِه " أي : أهمله ، قال الفرزدق :
تَميمُ بنُ مُرٍّ لا تكونَنَّ حاجتي *** بِظَهْرٍ فلا يَعْيَا عليَّ جوابُها
والنَّبْذُ : الطَّرْحُ - كما تقدَّم - . وقال بعضُهم : " النَّبْذ والطَّرْح والإلقاء متقاربة ، إلا أن النبذَ أكثرُ ما يقال في المبسوط والجاري مَجْراه ، والإِلقاء فيما يُعْتبر فيه ملاقاةٌ بين شيئين " ومن مجيء النَّبْذ بمعنى الطرح قوله :
إنَّ الذين أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعْدِلُوا *** نَبَذُوا كتابَك واسْتَحَلُّوا المَحْرَما
وخَبَّروني مَنْ كنتُ أرسلْتُ أنَّما *** أَخَذْتَ كتابي مُعْرِضاً بشِمالكا
نظْرتَ إلى عنوانِه فنبذْتَه *** كنَبْذِكَ نَعْلاً أَخْلَقَتْ مِنْ نِعالِكا
قوله : { كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } جملةٌ في محلِّ نَصْبٍ على الحال ، وصاحبُها ، فريقٌ ، وإنْ كان نكرةً لتخصيص بالوصفِ ، والعاملُ فيها : نَبَذَ ، والتقدير : مُشْبهين للجُهَّال . ومتعلَّقُ العلمِ محذوفٌ تقديرُه : أنه كتابُ الله لا يُداخِلُهم فيه شكٌّ ، والمعنى : أنهم كفروا عِناداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.