{ ولما جاءهم رسول من عند الله } يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، هذا أشنع عليهم مما قبله { مصدق لما معهم } أي بصحة التوراة وأن التوراة بشرت بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم كان مجرد مبعثه مصدقا للتوراة فاتفقت التوراة والقرآن { نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب } أي اليهود { كتاب الله } أي التوراة قال السدي لما جاءهم صلى الله عليه وسلم عارضوه بالتوراة فاتفقت التوراة والفرقان فنبذوا التوراة لموافقة القرآن لها وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت فلم يوافق القرآن ، أو لأنهم لما كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه بعد أن أخذ الله عليهم في التوراة الإيمان به وتصديقه واتباعه ، وبين لهم صفته ، كان ذلك منهم نبذا للتوراة ونقضا لها ورفضا لما فيها ، ويجوز أن يراد بالكتاب هنا القرآن أي لما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم من التوراة نبذوا كتاب الله الذي جاء به هذا الرسول ، والأول أولى ، لأن النبذ لا يكون إلا بعد التمسك والقبول ، ولم يتمسكوا بالقرآن{[109]} .
{ وراء ظهورهم } هذا مثل يضرب لمن يستخف بالشيء فلا يعمل به ، تقول العرب اجعل هذا خلف ظهرك ودبر أذنك وتحت قدمك أي أتركه وأعرض عنه .
{ كأنهم لا يعلمون } تشبيه لهم بمن لا يعلم شيئا مع كونهم يعلمون علما يقينا من التوراة بما يجب عليهم من الإيمان بهذا النبي ، ولكنهم لما لم يعلموا بالعلم بل عملوا عمل من لا يعلم من نبذ كتاب الله وراء ظهورهم كانوا بمنزلة من لا يعلم ، وهم علماء اليهود تجاهلوا ، وحملهم على ذلك عداوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا قليلا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.