الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأۡسَنَآ إِذَا هُم مِّنۡهَا يَرۡكُضُونَ} (12)

قوله : { إِذَا } : هذه فجائيةٌ . وقد تقدَّمَ الخلافُ فيها مُشْبَعاً . و " هم " مبتدأٌ ، و " يَرْكُضون " خبرُه ، وتقدَّم في أولِ هذه الموضوعِ أنَّ هذه الآيةَ وأمثالَها دالَّةٌ على أن " لَمَّا " ليست ظرفيةً ، بل حرفُ وجوبٍ لوجوب لأنَّ الظرفَ لا بُدَّ له مِنْ عاملٍ ولا عاملَ هنا لأنَّ ما بعدَ إذا لا يعملُ فيما قبلَها . والجواب : أنه عَمِل فيها معنى المفاجأةِ المدلولِ عليه ب " إذا " .

والضميرُ في " مِنْها " يعودُ على " قرية " . ويجوز أَنْ يعودَ على " بَأْسَنا " لأنه في معنى النِّقْمة والبأساء ، فَأَنَّثَ الضميرَ حملاً على المعنى . و " مِنْ " على الأولِ لابتداءِ الغايةِ ، وللتعليل على الثاني . والرَّكْضُ : ضَرْبُ الدابَّة بالرِّجْلِ . يُقال : رَكَضَ الدابَّةَ يَرْكُضها رَكْضاً .