فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأۡسَنَآ إِذَا هُم مِّنۡهَا يَرۡكُضُونَ} (12)

{ فلما أحسوا بأسنا } أي أدركوا وشعروا ورأوا عذابنا بحاسة البصر وقال الأخفش : خافوا وتوقعوا . والبأس العذاب الشديد .

{ إذا هم منها يركضون } أي يسرعون هاربين ويهربون مسرعين من قريتهم لما رأوا مقدمة العذاب ، أو من بأسنا لأنه في معنى النقمة والبأساء ، فأنث الضمير حملا على المعنى ، ومن على الأول لابتداء الغاية وللتعليل على الثاني ، والركض الفرار والهرب والانهزام ، وأصله من ركض الرجل الدابة برجليه ، يقال ركض الفرس إذا كدّه بساقيه ، ثم كثر حتى قيل : ركض الفرس إذا عدا ، ومنه { اركض برجلك } والمعنى أنهم يهربون منها راكضين دوابهم ، فقيل لهم .