الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّـٰلِمِينَ} (29)

قوله : { فَذلِكَ نَجْزِيهِ } : يجوزُ في ذلك وجهان أحدُهما : أنَّه مرفوعٌ بالابتداءِ . وهذا وجهٌ حسنٌ . والثاني : أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدرٍ يُفَسِّره هذا الظاهرُ . والمسألةُ من بابِ الاشتغال . وفي هذا الوجهِ إضمارُ عاملٍ مع الاستغناءِ عنه ، فهو مرجوحٌ ، والفاءُ وما في حَيِّزها في موضعِ جزمٍ جواباً للشرط و " كذلك " نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ أو حالٌ من ضمير المصدر أي : جزاءً مثلَ ذلك الجزاءِ ، أو نجزي الجزاءَ حالَ كونِه مثلَ ذلك .

وقرأ العامَّةُ " نجزي " بفتحِ النونِ . وأبو عبد الرحمن المقرىء بضمِها . وجهُها أنه مِنْ أجزأ بالهمز ، مِنْ أجزأني كذا أي : كفاني ، ثم خَفَّفَ الهمزةَ فانقلبت إلى الياء .