ولما نفى الشريك مطلقاً ثم مقيداً بالولدية ، أتبعه التهديد{[50741]} على ادعائه بتعذيب المتبوع الموجب لتعذيب التابع فقال : { ومن يقل منهم } أي من كل من قام الدليل على أنه لا يصلح للإلهية {[50742]}حتى العباد المكرمون الذين وصف كرامتهم{[50743]} وقرب منزلتهم عنده وأثنى عليهم كما رواه البيهقي في الخصائص من الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما : { إني إله } {[50744]}ولما كانت الرتب{[50745]} التي تحت{[50746]} رتبة الإلهية كثيرة ، بعّض ليدل على {[50747]}من استغرق{[50748]} بطريق الأولى فقال : { من دونه } أي من دون الله { فذلك } أي{[50749]} اللعين الذي لا يصلح للتقريب أصلاً ما دام على ذلك { نجزيه } أي{[50750]} بعظمتنا{[50751]} { جهنم } لظلمه{[50752]} ، فأفهم تعذيب مدعي الشرك تعذيب أتباعه من باب الأولى{[50753]} ، {[50754]}وهو على سبيل الفرض والتمثيل في الملائكة من إحاطة علمه بأنه لا يكون ، وما ذاك إلا لقصد تفظيع أمر الشرك وتعظيم شأن التوحيد{[50755]} ، وفي دلائل النبوة للبيهقي في باب التحدث بالنعمة والخصائص أن هذه الآية مع قوله تعالى{ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك }[ الفتح : 2 ] دليل على فضله صلى الله عليه وسلم على أهل السماء{[50756]} .
ولما كان مقتضياً للسؤال عن{[50757]} غير هذا من الظلمة ، قيل : { كذلك } أي مثل هذا الجزاء الفظيع جداً { نجزي الظالمين* } كلهم ما داموا على ظلمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.