الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ} (34)

قوله : { أَفَإِيْن مِّتَّ } : قد تقدَّم نظيرُ ذلك في آل عمران عند قولِه :

{ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ } [ الآية : 144 ] . وفي هذه الآيةِ دليلٌ لمذهب سيبويه : وهو أنه إذا اجتمع شرطٌ واستفهام أُجيب الشرطُ . فتكونُ الآيةُ قد دَخَلَتْ فيها همزةُ الاستفهامِ على جملةِ الشرطِ . والجملةُ المقترنةُ بالفاءِ جوابُ الشرطِ ، وليسَتْ مَصَبَّ الاستفهامِ ، وزَعَمَ يونس أنَّ الاستفهامَُنْصَبٌّ على الجملةِ المقترنةِ بالفاء ، وأنَّ الشرطَ معترضٌَ بين الاستفهامِ وبينَها ، وجوابه محذوف . وليس بشيءٍ إذ لو كان كما قال لكان التركيبُ : أفإن مِتَّ هم الخالدون ، بغير فاء . وكأنَّ ابنَ عطية نحا مَنْحَى يونسَ فإنه قال : " وألفُ الاستفهامِ داخلةٌ في المعنى على جوابِ الشرطِ " .