قوله : { عَلَى حَرْفٍ } : حالٌ من فاعل " يَعْبُدُ " أي : مُتَزَلْزلاً . ومعنى " على حرف " أي : على شك أو على انحرافٍ ، أو على طرفِ الدين لا في وسطه ، كالذي يكونُ في طرف العَسْكَر : إنْ رأى خيراً ثبت وإلاَّ فرَّ .
قوله : { خَسِرَ } قرأ العامَّةُ " خَسِرَ " فعلاً ماضياً . وهو يحتملُ ثلاثةَ أوجهٍ : الاستئنافَ ، والحاليةَ مِنْ فاعلِ ، " انقلبَ " ، ولا حاجةَ إلى إضمارِ " قد " على الصحيحِ ، والبدليةُ مِنْ قولِه " انقلَبَ " ، كما أبدل المضارعَ مِنْ مثِله في قوله : { يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ } [ الفرقان : 69 ] .
وقرأ مجاهدٌ والأعرجُ وابنُ محيصن والجحدري في آخرين " خاسِرَ " بصيغة اسم فاعلٍ منصوبٍ على الحال ، وهي تؤيدُ كونَ الماضي في قراءةِ العامَّةِ حالاً . وقُرِىء برفعهِ . وفيه وجهان ، أحدُهما : أَنْ يكونَ فاعِلاً ب " انقلبَ " ويكونُ مْنْ وَضْعِ الظاهرِ مَوْضِعَ المضمرِ أي : انقلب خاسرُ الدنيا . والأصلُ : انقلبَ هو . والثاني : أنه خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي : هو خاسرُ . وهذه القراءةُ تُؤَيِّدُ الاستئنافَ في قراءةِ المُضِيِّ على التخريج الثاني . وحَقُّ مَنْ قَرَأ " خاسر " رفعاً ونصباً أَنْ يَجُرُّ " الآخرةِ " لعطفِها على " الدنيا " المجرورِ بالإِضافةِ . ويجوز أن يبقى النصبُ فيها ؛ إذ يجوزُ أَنْ تكونَ " الدنيا " منصوبةً . وإنما حُذِفَ التنوينُ من " خاسر " لالتقاءِ الساكنين نحو قولِه :
3374 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** ولا ذاكرَ اللهَ إلاَّ قليلا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.