الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (37)

وكذلك قوله : { كَذلِكَ سَخَّرَهَا } : و { لِتُكَبِّرُواْ } : متعلقٌ به . { عَلَى مَا هَدَاكُمْ } متعلقٌ بالتكبير . عُدِّيَ ب " على " لتضمُّنِه معنى الشكر .

قوله : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا } : العامَّةُ على القراءةِ بياءِ الغَيْبة في الفعلين ؛ لأنَّ التأنيثَ مجازي وقد وُجد الفصلُ بينهما . وقُرىء بالتاء فيهما اعتباراً باللفظ . وقرأ زيد بن علي " لحومَها ولا دماءَها " بالنصب ، والجلالةُ بالرفع ، و " لكن يُنالُه " بضم الياء ، على أن يكونَ القائمَ مقامَ الفاعلِ ، " التقوى " ، و " منكم " حالٌ من " التقوى " ، ويجوز أن يتعلَّقَ بنفسِ " تَنالُه " .