الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ} (101)

قوله : { فِي الصُّورِ } : قرأ العامَّةُ بضم الصادِ وسكونِ الواو . وابن عباسٍ والحسنُ بفتحِ الواوِ جمعَ صورة . وأبو رزين بكسر الصاد وفتح الواوِ وهو شاذٌّ ، وهذا عكسُ " لُحَى " بضم اللام جمعَ " لِحْية " بكسرِها .

قوله : { فَلاَ أَنسَابَ } الأنسابُ : جمعُ نَسَب وهو القَرَابةُ مِنْ جهةِ الوِلادة ، ويُعَبَّر به عن التواصلِ ، وهو في الأصلِ مصدرٌ . قال الشاعر :

لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً *** اتَّسَعَ الخَرْقُ على الرَّاقِع

قوله : { بَيْنَهُمْ } يجوزُ تَعَلُّقُه بنفسِ " أنساب " ، وكذلكَ " يومئذٍ " أي : فلا قرابةَ بينهم في ذلك اليوم . ويجوزُ أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه صفةٌ ل " أَنْساب " . والتنوينُ في " يومئذٍ " عوضٌ من جملةٍ ، تقديرهُ : يومَ إذ يُنْفخ في الصُّور .