الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ} (100)

قوله : { إِنَّهَا كَلِمَةٌ } : من بابِ إطْلاقِ الجزءِ وإرادةِ الكلِّ . كقوله : " أصدقُ كلمةٍ قالها شاعرٌ كلمةٌ لبيدٍ " يعني قوله :

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطِلُ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقد تقدَّم طَرَفٌ مِنْ هذا بأوسعِ عبارةٍ في آلِ عمران . و " هو قائلُها " صفلةٌ ل " كلمة " .

قوله : { بَرْزَخٌ } البَرْزَخْ : الحاجِزُ بين المتنافِيَيْنِ . وقيل : الحِجابُ بين الشيئين أَنْ يَصِلَ أحدُهما للآخر ، وهو بمعنى الأول . وقال الراغب : " أصلُه بَرْزَه بالهاءِ فَعُرِّب . وهو في القيامة الحائلُ بين الإِنسانِ وبين المنازلِ . الرفيعة . والبَرْزَخُ قبلَ البعثِ : المَنْعُ بين الإِنسانِ وبين الرَّجْعَةِ التي يتمنَّاها " .