الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ} (25)

قوله : { فَاسْمَعُونِ } : العامَّةُ على كسر النون ، وهي نونُ الوقايةِ حُذِفَتْ بعدها ياءُ الإِضافةِ مُجْتَزَأً عنها بكسرةِ النونِ ، وهي اللغةُ العاليةُ .

وقرأ عصمة عن عاصمٍ بفتحِها ، وليسَتْ هذه إلاَّ غَلَطاً على عاصم ، إذ لا وجهَ . وقد وقع لابنِ عطيةَ وهمٌ فاحشٌ في ذلك فقال : " وقرأ الجمهورُ " فاسمعونَ " بفتح النون ، قال أبو حاتم : هذا خطأٌ ، فلا يجوزُ لأنه أمْرٌ : فإمَّا حَذْفُ النون ، وإمَّا كَسْرُها على جهةِ الياءِ " يعني ياءَ المتكلم ، وقد يكونُ قولُه " الجمهور " سَبْقَ قَلَمٍ منه أو من النُّسَّاخِ وكأنَّ الأصلَ : " وقرأ غيرُ الجمهور " فسقط لفظةُ " غير " . وقال ابن عطية : " حُذِفَ من الكلام ما تواتَرَتِ الأخبارُ والرواياتُ به وهو أنهم قَتَلوه فقيل له عند مَوْتِه : ادْخُلِ الجنةَ " .