البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ} (25)

فقال مخاطباً لقومه : { إني آمنت بربكم } : أي الذي كفرتم به ، { فاسمعون } : أي اسمعوا قولي وأطيعون ، فقد نبهتكم على الحق ، وأن العبادة لا تكون إلا لمن منه نشأتكم وإليه مرجعكم .

والظاهر أن الخطاب بالكاف والميم وبالواو ، وهو لقومه ، والأمر على جهة المبالغة والتنبيه ، قال ابن عباس وكعب ووهب .

وقيل : خاطب بقوله { فاسمعون } الرسل ، على جهة الاستشهاد بهم والاستحفاظ للأمر عندهم .

وقيل : الخطاب في { بربكم } ، وفي { فاسمعون } للرسل .

لما نصح قومه أخذوا يرجمونه ، فأسرع نحو الرسل قبل أن يقتل فقال ذلك ، أي اسمعوا إيماني واشهدوا لي به .