فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ} (25)

ثم صرح بإيمانه تصريحا لا يبقى بعده شك فقال : { إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } بكسر النون ، وهي نون الوقاية ، وهي اللغة العالية وقرئ بفتحها ، وهي غلط . قال المفسرون : أراد القوم قتله فأقبل هو على المرسلين فقال : إني آمنت بربكم أيها الرسل فاسمعوا إيماني ، واشهدوا لي به .

وقيل : إنه خاطب بهذا الكلام قومه لما أراد قتله تصلبا في الدين ، وتشددا في الحق وعدم المبالاة بالقتل ، فلما قال هذا القول وصرح بالإيمان وثبوا عليه فقتلوه ، وقيل وطؤوه بأرجلهم .

وقال الحسن : حرقوه حرقا وعقلوه في سور المدينة ، وقبره في سور أنطاكية حكاه الثعلبي . وقيل : حفروا له حفيرة وألقوه فيها ، وقيل : إنهم لم يقتلوه بل رفعه الله إلى السماء وهو في الجنة ، وبه قال الحسن . وقال السدي : رموه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهد قومي ، حتى قتلوه . وقيل نشروه بالمنشار حتى خرج من بين رجليه ، فوالله ما خرجت روحه إلا في الجنة فدخلها فذلك قوله تعالى : { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ }