قوله : { الْجَوَارِ } : أي : السفنُ الجوارِي . فإن قلت : الصفةُ متى لم تكن خاصَّةً بموصوفِها امتنع حَذْفُ الموصوفِ . لا تقولُ : مررتُ بماشٍ ؛ لأنَّ المَشْيَ عامٌّ . وتقول : مررتُ بمهندسٍ وكاتبٍ ، والجَرْيُ ليس من الصفاتِ الخاصةِ فما وجهُ ذلك ؟ فالجوابُ :/ أنَّ قولَه : " في البحر " قرينةٌ دالَّةٌ على الموصوفِ . ويجوزُ أَنْ تكونَ هذه صفةً غالبةً كالأَبْطَح والأَبْرَق ، فَوَلِيَتِ العواملَ دونَ موصوفِها .
و " في البحر " متعلقٌ ب " الجوَاري " إذا لم يَجْرِ مَجْرى الجوامدِ . فإنْ جَرَى مَجْراه كان حالاً منه ، وكذا قولُه : " كالأَعْلام " هو حالٌ أي : مُشْبهةً بالأعلام - وهي الجبالُ - كقول الخنساء :
3975 وإنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُداةُ به *** كأنَّه عَلَمٌ في رأسِه نارُ
وسُمِع : هذه الجَوارُ ، وركبْتُ الجوارَ ، وفي الجوارِ ، بالإِعراب على الراءِ تناسياً للمحذوفِ . وقد تقدَّم هذا في قولِه : { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.