الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

قوله : { يُعْرَضُونَ } : حالٌ لأنَّ الرؤيةَ بصريةٌ . " خاشعين " حالٌ . والضميرُ مِنْ عليها يعودُ على النار لدلالةِ " العذاب " عليها . وقرأ طلحةُ " من الذِّل " بكسر الذال . وقد تقدَّم الفرقُ بين الذُّل والذِّل . و " من الذُّل " يتعلَّقُ ب " خاشعين " أي : من أَجْل . وقيل : هو متعلقٌ ب " يَنْظُرون " . وقوله : " مِنْ طَرْفٍ " يجوزُ في " مِنْ " أَنْ تكونَ لابتداءِ الغاية ، وأَنْ تكونَ تبعيضيَّةً ، وأن تكونَ بمعنى الباء ، وبكلٍ قد قيل . والطرفُ قيل : يُراد به العُضْوُ . وقيل : يُراد به المصدرُ . يقال : طُرِفَتْ عَيْنُه تُطْرَفُ طَرْفاً أي : يَنْظُرون نَظَراً خَفِيًّا .

قوله : { وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُواْ } يجوزُ أَنْ يَبْقَى على حقيقتِه ، ويكون " يومَ القيامة " معمولاً ل " خَسِروا " . ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى : يقول ، فيكون " يوم القيامةِ " معمولاً له .