الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (43)

قوله : { وَلَمَن صَبَرَ } : الكلامُ في اللام بَيِّنٌ كما تقدَّم . فإنْ جَعَلْتَها شرطيةً ف " إنَّ " جوابُ القسمِ المقدَّر ، وحُذِفَ جوابُ الشرطِ للدلالةِ عليه . وإنْ كانَتْ موصولةً كان " إنَّ ذلك " هو الخبرُ . وجَوَّز الحوفي وغيرُه أن تكونَ " مَنْ " شرطيةً ، وأنَّ ذلك جوابُها على حَذْفِ الفاء على حَدِّ حَذْفِها في البيت المشهور :

3979 مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ . . . . . . . . . . . . . *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفي الرابط قولان ، أحدُهما : هو اسمُ الإِشارةِ إذا أُريد به المبتدأُ ، ويكون حينئذٍ على حَذْفِ مضافٍ ، تقديره : إنَّ ذلك لَمِنْ ذوي عَزْمِ الأمور والثاني : أنه ضميرٌ محذوفٌ تقديرُه : لمِنْ عَزْمِ الأمورِ منه ، أوله . وقولُه : " ولَمَنْ صَبَرَ " عطفٌ على قولِه : " ولَمَنِ انتصَرَ " . والجملةُ مِنْ قولِه : " إنما السبيلُ " اعتراضٌ .