الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّا جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (3)

قوله : { إِنَّا جَعَلْنَاهُ } : جوابُ القَسَم ، وهذا عندهم من البلاغةِ : وهو كونُ القَسَمِ والمُقْسَمِ عليه مِنْ وادٍ واحد . كقول أبي تمام :

3980 وثناياك إنها إغريضُ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إنْ أُرِيد بالكتابِ القرآنُ ، وإنْ أُريد به جنسُ الكتبِ المنزَّلةِ غيرِ القرآنِ لم يكنْ مِنْ ذلك . والضميرُ في " جَعَلْناه " على الأولِ يعودُ على الكتاب . وعلى الثاني للقرآنِ ، وإنْ لم يُصَرَّحْ بذِكْرِه . والجَعْلُ هنا تصييرٌ . ولا يُلْتَفَتُ لخطأ الزمخشريِّ في تجويزه أَنْ يكونَ بمعنى : خَلَقْناه .