الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَحَمَلۡنَٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَٰحٖ وَدُسُرٖ} (13)

قوله : { ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } : ، أي : سفينةٌ ذاتُ ألواحٍ قال الزمخشري : وهي من الصفات التي تقوم مَقام الموصوفات فتنوب مَنابها وتؤدي مُؤَدَّاها ، بحيث لا يُفْصَلُ بينها وبينها . ونحوه :

4159 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولكنْ *** نَ قميصي مَسْرودةٌ مِنْ حديدِ

أراد : ولكنَّ قميصي دِرْع . وكذلك :

4160 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** ولو في عيونِ النازياتِ بأَكْرُعِ

أراد : ولو في عين الجَراد . ألا ترى أنَّك لو جَمَعْتَ بين السفينة وبين هذه الصفاتِ أو بين عيونِ الجراد والدِّرْع وهاتَيْن الصفتَيْن لم يَصِحَّ ، وهذا من فصيحِ الكلام وبديعِه " . والدُّسُرُ : فيه أوجهٌ ، أحدها : أنه المساميرُ جمع دِسار نحو : كُتُب في جمع كِتاب . وقال الزمخشري : " جمعُ دِسار وهو المِسمارُ فِعال ، مِنْ دَسَره إذا دَفَعه ؛ لأنه يُدْسَرُ به مَنْفَذُه " وقال الراغب : " الواحدُ دَسْر يعني فيكونُ مثلَ : سَقْف وسُقُف وأصل الدِّسْرِ الدَّفْعُ الشديدُ بقَهْر ، دَسَرَه بالرُّمْح ، ومِدْسَرٌ مثلُ مِطْعَنْ ورُوِي : " ليس في العَنْبَر زكاةٌ إنما هو شيءٌ دَسَرَه البحرُ " ، أي : دفعه . الثاني : أنها الخيوطُ التي تُشَدُّ بها السفنُ . الثالث : أنها عَوارِضُ السفينة . الرابع : أنها أضلاعُها .