تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَحَمَلۡنَٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَٰحٖ وَدُسُرٖ} (13)

الآية 13 وقوله تعالى : { وحملناه على ذات ألواحٍ ودُسُرٍ } وذُكر في حرف حفصة رضي الله عنها : وحملناه وذرّيته على ذات ألواح ودُسُر . ذكر ههنا { ذات ألواحٍ } وذكر في آية أخرى السفينة بقوله تعالى : { وآية لهم أنّا حملنا ذريّتهم في الفُلك المشحون } [ يس : 41 ] ونحوه . فيكون { ذات ألواح } تفسير السفينة .

ولو لم [ يقدم ذكر السفينة لم ]{[20171]} يُفهم من { ذات ألواح } السفينة ؛ إذ ذات الألواح قد ترجع إلى العماد{[20172]} وغيرها . لكن كان تفسير السفينة بما ذكرنا ، والله أعلم .

ثم اختُلف في قوله تعالى : { ودُسُرٍ } [ قال أهل التأويل : الدُّسُر ]{[20173]} المسامير التي تُشدّ بها السفينة . وقيل : الدُّسُر أضلاع السفينة . وقيل : صدرُها .

وقال الحسن : هي السفينة لأنها تدسُر الماء بجُؤجُئها . قال أبو معاذ : واحد الدُّسُر دِسار ، وجِماع الجُؤجئ الجآجِئ ، وهي الصدور .

ثم في قوله تعالى : { وحملناه } وتسمية هذا المصنوع{[20174]} سفينة دليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى لأنهم هم الذين ركّبوا السفينة . ثم أخبر أنه هو الذي حملهم . وكذلك الخشب المجتمعة لا تسمّى سفينة ، إنما سميّت{[20175]} بهذا الاسم بعد الإيجاد والصّنعة الموجودة من العباد . دل أن لله في فعل العباد صُنعا ، والله الموفّق .


[20171]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[20172]:في الأصل وم: الإعمار.
[20173]:من م، ساقطة من الأصل.
[20174]:في الأصل وم: المصنوعة.
[20175]:في الأصل وم: سمي.