الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَءُلۡقِيَ ٱلذِّكۡرُ عَلَيۡهِ مِنۢ بَيۡنِنَا بَلۡ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٞ} (25)

قوله : { مِن بَيْنِنَا } : حالٌ من هاء " عليه " ، أي : أَلْقى عليه منفرداً مِنْ بيننا .

قوله : { أَشِرٌ } الأَشِرُ : البَطِرُ . يقال : أَشِر يأْشَر أَشَراً فهو أشِرٌ كفَرِح ، وآشِر كضارب ، وأشْران كسَكران ، وأُشارى كسُكارى . وقرأ أبو قُلابةِ وجعلهما أَفْعَلَ تفضيلٍ تقول : زيدٌ خيرٌ مِنْ عمروٍ وشرٌّ مِنْ بكر . ولا نقول : أَخْبرُ ولا أَشَرُّ إلاَّ في نُدورٍ كهذه القراءة وكقول رُؤْبة :

بِلالُ خيرُ الناسِ وابنُ الأَخْيَرِ ***

وَثَبَتَتْ فيهما في التعجب نحو : ما أَخْيره وما أشَرَّه . ولا تُحْذَفُ إلاَّ في نُدورٍ عكسَ أفعل التفضيل . قالوا : " ما خيرَ اللبنِ للصحيح وما شَرَّه للمبطون " وهذا مِنْ محاسِن الصناعة . وقرأ أبو قيس الأوْدِيُّ ، ومجاهد الحرفَ الثاني " الأُشُرُ " ثلاث ضماتٍ . وتخريجها : على أنَّ فيه لغةَ " أَشُر " بضم الشين كحَذُر وحذِر ، ثم ضُمَّت الهمزة على أصلِ تيْكَ اللغةِ كحَذُر .