قوله : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } : مفعولُه محذوفٌ ، أي : كَذَّبَتِ الرسلَ ؛ لأنهم لَمَّا كذَّبوا نوحاً عليه السلام فقد كَذَّبوا جميعَ الرسل . ولا يجوزُ أَنْ تكونَ المسألةُ من باب التنازع ؛ إذ لو كان منه لكان التقدير : كَذَّبَتْ قبلَهم قومُ نوحٍ عبدَنا فكذَّبوه ، ولو لُفِظ بهذا لكان تأكيداً ، إذ لم يُفِدْ غيرَ الأولِ . وشرطُ التنازعِ أَنْ لا يكونَ الثاني تأكيداً ، لذلك منعوا أَنْ يكونَ قولُه :
4175 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** أتاكِ أتاكِ اللاحقون احْبِسِ احبسِ
من ذلك . وفي كلامِ الزمخشريِّ ما يُجَوِّزُه فإنه أخرجه عن التأكيدِ فقال : " فإنْ قلتَ ما معنى قولِه " فكذَّبوا " بعد قولِه " كَذَّبَتْ " ؟ قلت : معناه كذَّبوا فكذَّبوا عبَدنا أي : كذَّبوه تكذيباً عَقِبَ تكذيبٍ كلما مضى منهم قَرَنٌ مُكَذِّبٌ تَبِعه قرنٌ مكذبٌ " فهذا معنى حسن يسوغُ معه التنازعُ . و " مجنون " خبرُ ابتداءٍ مضمر أي : هو مجنون . والدالُ في " ازْدُجِر " بدلٌ مِنْ تاء كما تَقَدَّم . وهل هو مِنْ مَقولِهم ، أي : قالوا : إنه ازْدُجِرَ ، أي : ازْدَجَرَتَهُ الجنُّ ، وذهبَتْ بلُبِّه ، قاله مجاهد ، أو هو مِنْ كلام الله تعالى ، أخبر عنه : بأنه انْتُهِر وزُجِرَ بالسبِّ وأنواع الأذى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.