قوله : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً } : إلى آخره قد تَقَدَّم الكلامُ على " ضَرَبَ " مع المثل . وهل هي بمعنى صَيَّر أم لا ؟ وكيف ينتصِبُ ما بعدها ؟ في سورةِ النحلِ فأغنى ذلك عن إعادتِه هنا .
قوله : { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ } جملةٌ مستأنفة كأنها مفسِّرةٌ لضَرْبِ المَثَلِ ، ولم يأتِ بضميرِها ، فيُقال : تحتَهما أي : تحتَ نوحٍ ولوطٍ ، لِما قُصِدَ مِنْ تَشْريفِهما بهذه الأوصافِ الشريفةِ :لا تَدْعُني إلاَّ ب " يا عبدَها " *** فإنَّه أشرفُ أسمائي
وليصِفَها بأجلِّ الصفاتِ وهو الصَّلاحُ .
قوله : { فَلَمْ يُغْنِيا } العامَّةُ بالياء مِنْ تحتُ أي : لم يُغْن نوحٌ ولوطٌ عن امرأتيهما شيئاً مِنْ الإِغناءِ مِنْ عذابِ الله .
وقرأ مبشر بن عبيد " تُغْنِيا " بالتاءِ مِنْ فوقُ أي : فلم تُغْنِ المرأتان عن أنفسِهما . وفيها إشكالٌ : إذ يلزمُ من ذلك تعدِّي فعل المضمرِ المتصل إلى ضميره المتصل في غيرِ المواضعِ المستثناةِ وجوابُه : أنَّ " عَنْ " هنا اسم كهي في قوله :
دَعْ عنك نَهْباً صِيْحَ في حَجَراتِهِ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقد تقدَّم لك هذا والاعتراضُ عليه بقوله : { وَهُزِّى إِلَيْكِ } [ مريم : 25 ] { وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } [ القصص : 32 ] وما أُجيب به ثَمَّة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.