قوله تعالى : { ضَرَبَ الله مَثَلاً } يعني : وصف الله شبهاً لكفار مكة ، وذلك أنهم استهزؤوا وقالوا : إن محمداً صلى الله عليه وسلم يشفع لنا . فبيّن الله تعالى أن شفاعته عليه السلام لا تنفع لكفار مكة ، كما لا تنفع شفاعة نوح لامرأته . وشفاعة لوط لامرأته . وذلك قوله : { لّلَّذِينَ كَفَرُواْ امرأت نُوحٍ } واسمها واعلة ، { وامرأة لوط } واسمها داهلة . ويقال : فيه تخويف لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ليثبتن على دينه وطاعته .
ثم قال : { كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صالحين } يعني : نوحاً ولوطاً عليهما السلام { فَخَانَتَاهُمَا } يعني : خالفتاهما في الدين . وروي عن ابن عباس أنه قال : ما زنت امرأة نبي قط ، وما كانت خيانتهما إلا في الدين . فأما امرأة نوح كانت تخبر الناس أنه مجنون ، وأما امرأة لوط كانت تدل على الأضياف . وقال عكرمة : الخيانة في كل شيء ليس في الزنى . { فَلَمْ يُغْنِينَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئاً } يعني : لم يمنعهما صلاح زوجيهما مع كفرهما من الله شيئاً ، يعني : من عذاب الله شيئاً . { وَقِيلَ } لهما في الآخرة : { ادخلا النار مَعَ الدخلين } ، فكذلك كفار مكة ، وإن كانوا أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم ، لا ينفعهم صلاح النبي صلى الله عليه وسلم . وكذلك أزواجه ، إذا خالفنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.