الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ} (20)

والصِّرامُ : جُذاذُ النخلِ . وأصلُ المادةِ الدلالةُ على القَطْعِ ، ومنه الصُرْمُ والصَّرْمُ بالضم والفتح ، وهو القَطيعةُ . قال امرؤُ القيس :

أفاطمُ مَهْلاً بعضَ هذا التدلُّلِ *** وإن كُنْتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمي فأَجْملي

ومنه الصَّريمةُ ، وهي قطعةٌ مَنْصَرمةٌ عن الرمل . قال :

وبالصَّرِيْمَةِ منهم مَنْزِلٌ خَلِقٌ *** عافٍ تَغَيَّرِ إلاَّ النؤيُ والوَتِدُ

والصَّارم : القاطِعُ الماضي ، وناقة مُصَرَّمَةٌ ، أي : انقطع لبنُها . وانْصَرَمَ الشهرُ والسَّنَةُ ، أي : قَرُبَ انفصالُهما . وأَصْرَمَ : ساءَتْ حالُه ، كأنه انقطعَ سَعْدُه . وقوله " كالصريم " قيل : هي الأشجارُ المُنْصَرِمُ حَمْلُها . وقيل : كالليلِ لأنه يُقال له الصَّريمُ لسَوادِه . والصَّريمُ أيضاً : النهارُ . وقيل : الصبحُ ، فهو من الأضدادِ . وقال شَمِر : الصَّريم الليلُ ، والصَّريم النهار ؛ لانصرامِ هذا عن ذاك وذاك عن هذا . وقيل : هو الرَّمادُ بلغة خُزَيْمَةَ ، قاله ابنُ عباس . وقيل : الصَّريمُ رَمْلَةٌ معروفةً باليمن لا تُنْبِتُ شيئاً . وفي التفسير : أنَّ جَنَّتَهم صارت كذلك . ويُرْوَى أنها اقْتُلِعَتْ ووُضِعتْ حيث الطائفُ اليوم ؛ ولذلك سُمِّي به " الطائفُ " الذي هو بالحجازِ اليومَ .