قوله تعالى : { وَإِلَى مَدْيَنَ } : اختُلِف في مَدْين فقيل : أعجمي فمنعُه للعجمة والعَلَميَّة ، وهو مَدْين بن خليل الرحمن ، فسُمِّيت به القبيلة . وقيل : هو عربيٌّ اسمُ بلد قاله الفراء وأنشد :
رهبانُ مَدْيَنَ والذين عَهِدْتُهُمْ *** يبكون مِنْ حَذَرِ العذابِ قُعودا
لو يَسْمعون كما سمعتُ كلامَها *** خَرُّوا لعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجودا
فمنعُه للعَلَمِيَّة والتأنيث ، ولا بد حينئذ من حذف مضاف أي : وإلى أهل مَدْيَن ، ولذلك أعاد الضمير في قوله " أخاهم " على الأهل ، ويجوز أن يُراد بالمكان ساكنوه ، فروعي ذلك بالنسبة إلى عود الضمير عليه . وعلى تقدير كونه عربياً قالوا : فهو شاذ ، إذ كان من حقِه الإِعلالُ كمتاع ومقام ، ولكنهم شَذُّوا فيه كما شَذُّوا في مَرْيَم ومَكْوَزَة ، وليس بشاذ عند المبرد لعدم جريانه على الفعل ، وهو حقٌّ وإن كان الجمهور على خلافه .
شُعَيْب : يجوز أن يكون تَصْغير شِعْب أو شَعب هكذا قالوا ، والأدب ألاَّ يُقالَ ذلك ، بل هذا موضوعٌ على هذه الزِّنَة وأمَّا أسماءُ الأنبياء فلا يَدْخل فيها تصغيرٌ البتةَ إلا ما نَطَق به القرآن على صيغةٍ تشبهه كشعيب عليه السلام وهو عربيٌّ لا أعجمي .
قوله : { وَلاَ تَبْخَسُواْ } قد تقدَّم معنى هذه اللفظة في قوله : { وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً } [ البقرة : 282 ] ، وهو يتعدَّى لاثنين وهما : الناسَ وأشياءَهم أي : لا تُنْقصوهم أشياءهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.