قوله : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا } : يجوزُ أَنْ يكونَ " نحن " توكيداً لاسم " إنَّ " ، وأَنْ يكونَ فَصْلاً و " نَزَّلْنا " على هَذَيْن الوجهَيْن هو خبرُ " إنَّ " ، ويجوزُ أَنْ يكونَ " نحن " مبتدأً و " نَزَّلْنا " خبرُه ، والجملةُ خبرُ " إنَّ " . وقال مكي : " نحنُ " في موضع نصبٍ على الصفةِ لاسم " إنَّ " ، لأنَّ المضمرَ يُوصَفُ بالمضمر ؛ إذ هو بمعنى التأكيدِ لا بمعنى التَّحْلية ، ولا يُوْصَفُ بالمُظْهَرِ ؛ لأنه بمعنى التَّحْلية ، والمضمرُ مُسْتَغْنٍ عن التَّحْلية ؛ لأنَّه لم يُضْمَرْ إلاَّ بعد أن عُرِفَ تَحْلِيَتُه وعينُه فهو محتاجٌ إلى التأكيدِ لتأكُّدِ الخبرِ عنه " . قلت : وهذه عبارةٌ غريبةٌ جداً ؛ كيف يُجْعَلُ المضمرُ موصوفاً بمثلِه ؟ ولا نعلمُ خلافاً في عدمِ جوازِ وصفِ المضمرِ إلاَّ ما نُقِل عن الكسائيِّ أنه جوَّزَ وَصْفَ ضميرِ الغائبِ بالمُظْهَرِ . تقول : " مَرَرْتُ به العاقل " على أَنْ يكونَ " العاقِل " نعتاً . أمَّا وَصْفُ ضميرِ غير الغائبِ بضميرٍ آخرَ فلا خلافَ في عَدَمِ جوازِه ، ثم كلامُه يَؤُول إلى التأكيدِ فلا حاجةَ إلى العُدول عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.