الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا} (10)

قوله : { قَمْطَرِيراً } : القَمْطَرير : الشديدُ . وأصلُه كما قال الزجاج : " مُشتقٌّ من اقْمَطَرَّت الناقةُ : إذا رفعَتْ ذَنَبها ، وجمعَتْ قُطْرَيْها ، وزَمَّتْ بأَنْفِها . قال الزمخشري : " فاشتقَّه من القَطْر ، وجعل الميمَ مزيدةً . قال أسد بن ناعصة :

واصْطَلَيْتُ الحروبُ في كلِّ يومٍ *** باسِلِ الشَّرِّ قَمْطَرِيرِ الصَّباحِ

قال الشيخ : " واختلف النحاةُ في هذا الوزن ، والأكثرُ لا يُثْبِتُ افْمَعَلَّ في أوزان الأفعالِ " ويقال : اقْمَطَرَّ يَقْمَطِرُّ فهو مُقْمَطِرٌّ ، قال الشاعر :

تَلْزُبُ العقربُ تَزْبَئِرُّ *** تكسو استَها لحماً وتَقْمَطِرُّ

ويومٌ قَمْطرير وقُماطر بمعنى : شديد . قال الشاعر :

فَفِرُّوا إذا ما الحربُ ثارَ غبارُها *** ولَجَّ بها اليومُ الشديدُ القُماطِرُ

وقال الزجَّاج : " القَمْطَرِيرْ " الذي يَعْبَسُ حتى يجتمعَ ما بين عينَيْه " انتهى . فعلى هذا استعمالُه في اليومِ مجازاً . وفي بعض كلامِ الزمخشري أنه جَعَلَه من القَمْط ، فعلى هذا تكون الراءان فيه مزيدتَيْن .