الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا} (7)

قوله : { يُوفُونَ } : يجوز أَنْ يكونَ مستأنفاً لا محلَّ له البتةَ ، ويجوزُ أَنْ يكونَ خبراً لكان مضمرةً ، قال الفراء : " التقديرُ : كانوا يُوْفُوْن بالنَّذْر في الدنيا ، وكانوا يخَافون " انتهى . وهذا ما لا حاجةَ إليه . الثالث : أنه جوابٌ لمَنْ قال : ما لم يُرْزَقون ذلك ؟ . قال الزمخشري : " يُوْفُوْن " جوابُ مَنْ عَسَى يقول : ما لم يُرْزَقون ذلك " ؟ قال الشيخ : " واستعمل " عَسَى " صلةً لمَنْ وهو لا يجوزُ ، وأتى بالمضارع بعد " عَسَى " غيرَ مقرونٍ ب " أَنْ " / وهو قليلٌ أو في الشعر " .

قوله : { كَانَ شَرُّهُ } في موضع نصبٍ صفةً ل " يَومْ " . والمُسْتَطِير : المنتشر يُقال : استطار يَسْتطير اسْتِطارَةً فهو مُسْتَطير ، وهو استفعل من الطَّيران قال الشاعر :

فباتَتْ وقد أسْأَرَتْ في الفؤا *** دِصَدْعاً عل نَأْيِها مُسْتطيرا

وقال الفراء : " المُسْتطير : المُسْتطيل " . قلت كأنه يريدُ أنه مِثْلُه في المعنى ، لا أنه أَبْدَل من اللامِ راءً . والفجرُ فجران : مستطيلٌ كذَنَبِ السِّرحان وهو الكاذِبُ ، ومُسْتطيرٌ وهو الصادِقٌ لانتشارِه في الأُفُق .