قوله تعالى : { كَدَأْبِ } : قال قومٌ : " هو تكريرٌ للأول " . وقال قوم : كُرِّر لغير تأكيد لوجوهٍ منها : أن الأول دَأْبٌ في أن هلكوا لمَّا كفروا ، وهذا دَأْبٌ في أَنْ لم يغير الله نعمتهم حتى غَيَّروها هم ، قاله ابن عطية . ومنها : أن الثاني جارٍ مجرى التفصيل الأول فإن الأولَ متضمِّنٌ لذِكْرِ إجرامهم والثاني متضمِّنٌ لذكر إغراقهم ، وفي الأولى ما يَنْزِل بهم حالَ الموت من العقوبة ، وفي الثاني ما يَحُلُّ بهم من العذاب في الآخرة ، وجاء في الأولى بآيات الله إشارةً إلى إنكارِ ذِكْر دلائلِ الإِلهيَّة . وفي الثاني بآيات ربهم إشارةً إلى إنكارهم مَنْ رَبَّاهم وأحسنَ إليهم . وقال الكرماني : " يُحتمل أن يكون الضمير في " كفروا " في الآية الأولى عائداً على قريش ، والضمير في " كذَّبوا " في الثانية عائداً على آلِ فرعون ومَنْ ذُكِر معهم " .
قوله : { وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ } جُمِع الضميرُ في " كانوا " وجُمع " ظالمين " مراعاةً لمعنى " كل " ؛ لأنَّ " كلاً " متى قُطعت عن الإِضافة جاز مراعاةُ لفظِها تارةً ومعناها أخرى ، وإنما اختير هنا مراعاةُ المعنى لأجلِ الفواصلِ ، ولو رُوعي اللفظُ فقيل مثلاً : وكلٌّ كان ظالماً لم تتَّفق الفواصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.