الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَۚ وَكُلّٞ كَانُواْ ظَٰلِمِينَ} (54)

قوله : { كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم }[ 54 ] .

{ كدأب } في هذه ليست بتكرير للأولى ، لأن المعنى في الأولى : العادة في التعذيب{[27640]} ، أو العادة في فعل المشركين بنبيهم كالعادة في آل فرعون ، وهذا الثاني المعنى فيه : العادة في التغيير{[27641]} من هؤلاء كعادة آل فرعون في ذلك ، فأهلك من كان قبل فرعون بذنوبهم ، وأغرق ( آل ){[27642]} فرعون ، والجميع كانوا ظالمين ، فكذلك أهلك هؤلاء بالسيف ببدر ، إذ غيّروا نعمة الله وهي{[27643]} الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم .


[27640]:في "ر": التعذ، وهو سهو ناسخ.
[27641]:انظر: مشكل إعراب القرآن 1/317، وإعراب القرآن للنحاس 2/191، والمحرر الوجيز 2/541، والبرهان في متشابه القرآن 204، وزاد المسير 3/371، وتفسير الرازي 8/187، وتفسير القرطبي 8/21، والبحر المحيط 4/503، وفتح القدير 2/363.
[27642]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[27643]:تحرفت في الأصل إلى: وهم.