وقوله تعالى : ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ) فإن قيل : ما فائدة تخصيص ذكر آل فرعون من بينهم ؟ وما الحكمة في تكرار قوله ( كدأب آل فرعون ) ؟ قيل : يحتمل ذكر آل فرعون لما كانوا أقرب إلى هؤلاء من غيرهم ممن كان قبلهم .
ألا ترى أنه قال : ( إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ) ؟ [ المزمل : 15 ] وأنه[ في الأصل وم : وإن ] يذكر أهل الكتاب منهم لما كانوا ينكرون بعث الرسل من غيرهم ، ويقولون : إن محمدا أمي بعث إلى الأميين مثله ؟ فقال : إن موسى لم يكن من القبط ، فبعث رسولا إليهم . فعلى ذلك محمد كان أميا ، فبعث إلى الأميين وغيرهم ، والله أعلم بذلك .
وأما فائدة التكرار ، والله أعلم ، فهو[ في الأصل وم : وهو ] أنه ذكر في الآية الأولى الأخذ بالذنوب والتعذيب ، ولم يبين ما كان ذلك العذاب ، فبين في الآية الأخرى أن ذلك العذاب هو الإهلاك والاستئصال حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( فأهلكهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون ) .
ويحتمل قوله تعالى : ( فأخذهم الله بذنوبهم )[ الأنفالك52 ] في الآخرة بكفرهم بآيات الله في الدنيا ، وذكر في إحدى[ من م ، في الأصل : أحد ] الآيتين العذاب في الآخرة ، وفي الآية الآخرى الإهلاك في الدنيا .
ولأنه ذكر في الآية الأولى الكفر بآيات الله ، ولم يبين ذلك [ وذكر ][ من م ، ساقطة من الأصل ] في الآية الأخرى التكذيب بآياته . فبين أن[ في الأصل وم : حيث ] الكفر بآياته هو تكذيبها .
ثم التكذيب إنما يكون في الأخبار ، وكذلك التصديق . وفيه دلالة أن الإيمان هوالتصديق لأنه جعل مقابلة وعيده التكذيب . وفيه دلالة أن الإيمان ليس هو المعرفة لأن مقابلة الجهل بالله ، ليس هو التكذيب ، لكن بالمعرفة يكون التصديق ، وبالجهل يكون التكذيب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.